«حضر أمس الرئيس جمال عبدالناصر وإمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسى» حفل افتتاح الكاتدرائية الجديدة بحضور البابا كيرلس السادس، وأزاحوا الستار عن لوحة رخامية كتب عليها بماء الذهب: «باسم الله القوى فى يوم الثلاثاء 25 يونيو 1968، الموافق 18 بؤونة 1684، فى ذكرى العيد المئوى التاسع عشر لاستشهاد القديس مرقس الإنجيلى»، بهذه الكلمات استهلت صحيفة الأهرام، فى عددها الصادر يوم 26 يونيو عام 1968، تغطيتها لافتتاح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مبنى الكاتدرائية بالعباسية، والتى استغرق بناؤها 3 سنوات، فى الفترة من 1965، حتى افتتاحها 1968.
الكاتدرائية رمز مؤسسة الكنيسة المصرية الوطنية والتى شهدت لحظات حزينة ومؤلمة للمصريين خلال اليومين الماضيين وقيام جهلاء بالهجوم عليها لأول مرة منذ إنشائها، تعد قصتها من القصص التاريخية المثيرة، فأرضها، دار حولها نزاع قبل ثورة يوليو، عام 1937، نظرا لحساسية موقعها بمنطقة العباسية، حيث حاولت الدولة آنذاك الحصول على الأرض، التى كانت تستخدم كمدافن وتحمل اسم الأنبا رويس، وظلت المفاوضات بين الدولة وبين الكنيسة البطرسية المالكة للأرض، والتى بناها بطرس باشا غالى، وأخذت شكلا من أشكال الشد والجذب، إلى أن كتب وكيل المجلس الملى آنذاك، حبيب المصرى ثلاث مذكرات دافع فيها عن حق الكنيسة فى الأرض، حتى نجح فى كف رغبة الدولة فى الاستئثار بالأرض، مقابل ألا تبنى الكنيسة أى منشآت ربحية، وإلا تستولى الحكومة على الأرض. وحسب رواية الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، طلب البابا كيرلس السادس، التوسط لدى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، للموافقة على بناء الكاتدرائية على الأرض، وهو المطلب الذى استجاب له الزعيم الراحل، وتبرع من أجل بنائها بعدة آلاف من الجنيهات، ووضع حجر أساس البناء، عام 1965، يوم احتفالات ذكرى الثورة فى 24 يوليو. وبعدها بثلاث سنوات، افتتح جمال عبدالناصر، والبابا كيرلس السادس، وإمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسى، الكاتدرائية الجديدة، فى مشهد مهيب، حضره جموع غفيرة من المصريين، فى مشهد رصدته كاميرا الأهرام آنذاك، وكان مصمما الكاتدرائية، هما المهندسان عوض كامل، وسليم كامل فهمى، وقاما بتصميم الكاتدرائية بمشاركة المهندس ميشيل باخوم، أشهر مهندس للإنشآت فى مصر، فيما نفذت البناء شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة «سيبكو» حسب تقارير صحفية منشورة آنذاك.
وشهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تتويج كل من: البابا شنودة الثالث، والبابا تواضروس الثانى، ليصبح البابا رقم 118 فى تاريخ الكنيسة، والبابا الثانى فى عمر الكاتدرائية.
أضف هذا الخبر إلى موقعك:
إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!