الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخباراخبار مصر - اهم الاخبار المصرية › ثروت الخرباوى يكتب: «أئمة الشر».. الإخوان والشيعة

صورة الخبر: ثروت الخرباوى يكتب: «أئمة الشر».. الإخوان والشيعة
ثروت الخرباوى يكتب: «أئمة الشر».. الإخوان والشيعة

ثروت الخرباوي يكشف: حكم الملالى وآيات الله

قصة أول اتصال بين المخابرات الأمريكية وصاحب اللحية الذى سيصبح المرشد فى ما بعد

خطة الـ«CIA» لمساعدة الإسلاميين للوصول إلى كرسى الحكم كانت تحت عنوان «?why not»

عندما ارتجف قلب الطاغية وارتجف كرسى الحكم من تحته آل الحكم إلى زمرة الإسلاميين ودخلت البلاد إلى المرحلة الأولى من التجريف

ضاق الشعب ذرعا بهذا الحاكم الغبى المتغطرس، يا له من حاكم مستبد جهول، أغلق أذنيه جيدا فلم يسمع صيحات الشعب وآلامه، ظن أن جهازه الأمنى المنيع سيحميه «فليصرخ من يريد الصراخ، ولينفعل من يريد الانفعال، فقد خلق الله لى أذنا من طين وأخرى من عجين» هكذا كان لسان حال هذا الحاكم الطاغية، ومع إحساسه بقوته راهن على أمريكا ورئيسها، أمريكا معى حيثما أكون، وأينما تكون مصلحتى فثم وجه أمريكا «لقد تلقيت وعودا منهم بحمايتى وحماية نظامى كله»، كان هذا الوعد طبيعيا ومنطقيا، فهو حليفهم القوى فى المنطقة، وهو أيضا أحد الكنوز الاستراتيجية لإسرائيل، فكيف يفرطون فيه؟!

اندلعت الحوادث تترى فى البلاد، كان بعضها بسبب سوء الإدارة والفساد، وكان البعض الآخر بفعل فاعل، حرائق، كوارث، المئات يموتون حرقا فى حوادث مفجعة، والضحايا يسقطون وهم مخضبون بالدماء، يشتكون إلى الله هذا الحاكم وأعوانه، والمسؤولية التى من المفترض أن تكون فى رقبة هذا الطاغية المتبلد لا تحرك ضميره، يبدو أن السنوات الطويلة التى قضاها جالسا متيبسا على كرسى الحكم جعلت من جسده جدارا عازلا يفصل بين قلبه وشعبه، فهو ذلك الرجل خالى البال الذى لا يهتم، ينام ملء جفونه وشعبه يتحطم، أما هو ففى النعيم يقيم، وكيف لمن كان فى النعيم أن يطرف له جفن؟ الحكم من بعده سيؤول إلى ابنه، لا شك فى ذلك، أمريكا العظمى وعدته بهذا، مسؤول الأمن القومى بتلك الدولة العظمى قابله فى اجتماع خاص بنيويورك، كان معهما فى اللقاء الرئيس الأمريكى، وقتها قال له ذلك الرجل المتحكم فى أمن العالم: أمنك وسلامتك علينا، أعدك بأن ابنك سيكون خليفتك فى الحكم، نحن نضع الآن تصورا لكيفية تلك الخلافة، الأفضل أن تكون فى حياتك، لأنك إذا ما مت لا قدر الله فلن يسمح العسكر بتولية ابنك وسينقضون عليه، كما أن الشعب لا يتقبل توريث الحكم لابنك، سيحتاج هذا الأمر إلى جهود مضنية، ولكننا سننجح.

ظهر من حوارهم أن أمريكا عارفة ما يحدث داخل البلاد، ولكنها لا تعيرها التفاتا، «مصلحتنا أن تظل فى الحكم، فأنت أفضل من يرعى مصالحنا»، كانت هذه هى كلمات الرئيس الأمريكى له، ولكن سقف المعارضة ارتفع فى البلاد بشكل غير مسبوق، ظهرت الحركات الاحتجاجية فى البلاد، ولكن لا ضير، فكل الأمور تحت السيطرة: «لدينا جهاز أمنى لا مثيل له»، كان مجرد ذكر هذا الجهاز الأمنى يثير الخوف والرعب فى النفوس، كانت هذه الأجهزة تستخدم التعذيب المفرط وهى تستجوب المتهمين السياسيين، حتى إن البعض كان يسقط قتيلا من جراء التعذيب، وقتها كان من السهل تلفيق التقارير الطبية التى تسند الوفاة إلى سبب آخر غير التعذيب، ورغم الخوف والرعب الذى سيطر على قطاع كبير من الشعب فإن البعض امتلك الشجاعة والقدرة على التضحية، استمر سقف المعارضة فى الارتفاع، بدأت الطبقة المتوسطة تخرج من مكامنها فى مظاهرات احتجاجية على تلك الوهدة التى وقعت فيها البلاد سياسيا واقتصاديا وأمنيا، كان الليبراليون والعلمانيون والطلبة هم الوقود الذى أجج حالة الغضب، يا له من حاكم كنود ذلك الذى لا يبالى بالبطالة والتضخم واستشراء الفساد، ولا يلتفت إلى غضبة شعبه، إن الشعوب إذا غضبت خرجت، وإذا خرجت سقطت الأنظمة، لن تنفعه أمريكا، ولن تبكى عليه.
أما المفاجأة الكبرى فهى أن يد أمريكا لم تكن بعيدة عن تلك الاحتجاجات التى حدثت فى البلاد، أمريكا التى تساعد الحاكم وتدعمه، بل ظلت تدعمه عمره كله، فجأة ترتب للإطاحة به!! يا الله ما الذى يحدث فى هذا الكون؟ ما هذا العالم الغريب؟!! فى السياسة قد يستعصى الفهم فى بعض الأحايين، وفى السياسة أيضا قد لا تكون الصورة الخارجية هى الصورة الحقيقية، فللحقيقة أحيانا أكثر من وجه، وقد تكون كل الوجوه زائفة ما عدا الوجه الخفى الذى لا يراه أحد، الثورة قادمة قادمة، وإذا لم يكن من الثورة بد فمن الغباء أن تكون أمريكا بعيدة عنها.

قبل الثورة بأعوام قليلة بدأت أمريكا فى تقديم يد المعاونة لبعض الحركات الاحتجاجية، كانت هذه المعاونة تتم فى الخفاء، كل شىء فى الخفاء، بعيدا عن العيون، حتى عن عيون بعض الكبار فى البيت الأبيض، هذا نظام سيسقط حقا، كل علوم السياسة والاجتماع تؤكد ذلك، وقد كانت للخطايا التى وقع فيها «الطاغية» أكبر الأثر فى دفع الأمور ناحية الحافة، هذه هى منظمة العفو الدولية «التابعة أصلا للأجهزة المخابراتية البريطانية» تضع التقارير التى تدين إهدار هذا الحاكم الطاغية حقوق الإنسان، والنظام الأمريكى يهتم ظاهرا بهذه الحقوق، ويتحدث كثيرا عن الديمقراطية، والتداول السلمى للسلطة، اللسان الأمريكى بارع فى الكلام عن الحقوق، والنظام الأمريكى بارع فى هضم هذه الحقوق!! أمريكا أمة التناقضات.

كانت تقارير «العفو الدولية» بمنزلة حجر ثقيل، أمسكته جهات أمريكية كثيرة وأخذت تلوح به فى وجه هذا الحاكم المستبد، بدأت الأصوات فى أمريكا ترتفع: كيف لأمريكا راعية الحريات أن تدعم هذا الطاغية، ولكن الرسائل السرية التى كان يرسلها كبير مستشارى الأمن القومى فى أمريكا إلى هذا الحاكم كانت مطمئنة: «لا تجزع نحن معك، تلك الأصوات التى تهاجمك فى الإعلام الأمريكى لا تستهدف شيئا إلا الرأى العام فقط، إلا أن الناخب الأمريكى فى النهاية معنا فى سياسة دعمك لأننا كتبنا من خلال رجالنا فى الصحافة، وتحدثنا من خلال رجالنا فى الإعلام المرئى، أن بديلك هم الجماعات الإسلامية المتطرفة».

هدأ بال الحاكم، وقر عينا بهذا الذكاء الأمريكى فى معالجة الحوادث والأحداث، وزاد هدوء باله عندما قرأ التقارير التى قدمتها له جهاته الأمنية: «الأمور مستقرة، ولا تهديد للحكم، هذه المعارضة ما هى إلا مجموعة قليلة ليس لها أى تأثير»، ولكن الحاكم الذى ظن أنه فهم السياسة الأمريكية أوصى رجاله وإعلامه بتصدير صورة معينة، ليس القصد أن يتم تصدير الصورة للشعب فى الداخل، فالشعب لا يهمه فى شىء، ولكن النظام الأمريكى كان هو مقصده: «أمريكا لا تحب الإسلاميين، هل هناك من يشك فى ذلك؟! قولوا إن البديل لى هم تلك الجماعات المتطرفة، اكتبوا هذا فى كل مكان، واتركوا لهؤلاء الإسلاميين مساحة صغيرة للحركة، يجب أن تعلم أمريكا يقينا أن مصالح إسرائيل مهددة إذا ما وصل هؤلاء إلى الحكم»، تكون الطامة كبرى حين يظن الغبى أنه ذكى، هل هذا رأيك أيها «الطاغية»؟ أمريكا لا تحب الإسلاميين!! والإسلاميون يهددون مصالح إسرائيل!! يا أخى يجب أن تعلم أن كل شىء تحت السيطرة، الآن ثبت عليك قول الشاعر «يقولون هذا عندنا رأى.. ومن أنتم حتى يكون لكم رأى»!!

الأمور فى أمريكا مختلفة عن الذى يدور فى ذهن البسطاء، فقد كانت هناك ثمة اتصالات بالإسلاميين تجرى فى الخفاء، لا شىء فى العلن أبدا! وفى دائرة «البيت الأبيض» كانت هناك قلة هم من علموا بالاستراتيجية الكامنة وراء اتصالات المخابرات الأمريكية المستمرة برموز إسلامية، أعلاهم هو ذلك الرجل صاحب اللحية البيضاء، الذى سيصبح المرشد فى ما بعد، كانت المعلومات سرية للغاية، وليس من المقدر أن تصل هذه المعلومات إلى كل رجال السياسة فى إدارة الحكم، إذ كانت قاصرة على الرئيس الأمريكى وعدد محدود من المخابرات، ففى أروقة المخابرات لا تقدم المعلومات إلا على أساس «المعرفة على قدر الحاجة»، وعلى ذلك أدى بعض الموظفين فى درجات عادية لدى وزارة الخارجية، والبنتاجون، والمخابرات المركزية، عملهم فى إطار من السرية الجزئية أو التامة، وصلتهم التقارير الطبية التى تفيد أن الخازوق كما كانوا يطلقون عليه مريض بالسرطان، وأن جسده منهك بفعل المرض، وأن الذى يبقيه على قيد الحياة الرعاية الطبية الكبيرة التى يلقاها، الآن يجب ترتيب الأمور ليصل إلى الحكم حليف آخر، حليف سيبدو من صورته الظاهرة أنه من خصوم أمريكا، ومن أعداء إسرائيل، ولكن لا شىء فى السياسة محرم، والضرورات تبيح المحظورات، فلتستمر سياسة «الأقوال» فى طريقها الذى لا ينضب، فالأقوال لا تغير واقعا، وحين يصل الإسلاميون إلى الحكم لن يتغير شىء، وستستمر الحروب الكلامية، فقد تكون لهذه الحروب ضرورة أمريكية.

خطة المخابرات الأمريكية لمساعدة الإسلاميين للوصول إلى كرسى الحكم كانت تحت عنوان «?Why not» كبير مستشارى الأمن القومى هو العقل المدبر لها، والمتمم لآلياتها، كانت محاور الخطة الرئيسية تقوم على ضرورة استخدام «البطاقة الإسلامية» لزرع الفتنة فى المنطقة وتقسيمها، وفى سبيل التمهيد لذلك طلب مستشار الأمن القومى رسميا من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إجراء «دراسة مستفيضة» على الأصولية الإسلامية، نظرا لما لها من «أثر سياسى متعاظم» فى أنحاء كثيرة من العالم، ووفقًا لما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» فإن مستشار الأمن القومى كان قبل ذلك قد وجه الأوساط الاستخبارية رسميا لعمل دراسة متعمقة على هذه الظاهرة.

لم يكن من السهل أن يلمح أحد أن خطة «?why not» أقيمت على فكرة استقرأها الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزى الشهير برتراند راسل المتوفى عام 1970، كتب فكرته فى كتابه الشهير «أثر العلوم فى المجتمع» الذى خرج إلى النور عام 1951، قال برتراند راسل: «يتزايد سكان العالم حاليا بمقدار ٥٨ ألف نسمة فى اليوم الواحد، ولم يكن للحرب -حتى الآن- أثر عظيم على الحد من هذه الزيادة، لقد ثبت أن الحرب مخيبة للآمال فى هذا الخصوص حتى الآن، لذلك يجب أن يبحث أصحاب العقول الراجحة عن وسائل بديلة للحرب بين الدول، حينئذ سيكون من السهل أن يتحول جزء كبير من العالم إلى قطعان من الفلاحين التى خبرها الأجداد فى القرون الوسطى، ويكون من السهل على الدول الصناعية الكبرى أن تقود العالم».

فكرة «ترييف العالم» وجعله سلة غذاء للدول الصناعية الكبرى، هى الفكرة التى استحوذت على عقل الإدارة الأمريكية، يجب أن يتحول البشر فى معظم العالم إلى قطيع من الفلاحين الأجراء، أو العبيد، كل عملهم هو إعداد «مائدة الطعام» للسيد الصناعى الكبير.

كيف تطورت فكرة برتراند راسل وأصبحت خطة كاملة؟ كان ذلك عام 1975، حيث «خرج إلى الوجود (مشروع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية لحقبة الثمانينيات)، وهو استقراء خططى للمستقبل جاء فى ثلاثين مجلدا، أما الذين شاركوا فى هذا العمل الضخم فهم أكبر العقول الاستراتيجية فى أمريكا، كان منهم سايروس فانس، وأنطونى سلومون، وهارولد براون، وبريجينيسكى».

يتلخص هذا المجلد الضخم فى كلمتين، هما «التفكيك المنضبط» لاقتصاد العالم، فكرة التفكيك هذه تقوم على إشاعة الفوضى الاجتماعية، والحروب الإقليمية بين الجارات، والحروب الأهلية فى الدولة الواحدة، وسيترتب على هذا زيادة نسبة الوفيات فى العالم، فى ما يشبه الإبادة، وستكون هذه الإبادة بيد سكان كل منطقة، لا بيد الدول الصناعية الكبرى، ولكى يؤتى المشروع ثماره يجب أن يكون تفكيك دول المنطقة عن طريق إشاعة الفتن الدينية والعرقية والحدودية، فلينقسم الشرق الأوسط إلى «سنة» و«شيعة»، ثم فلينقسم العالم السنى إلى أنصار الدولة الإسلامية وخصومها، ومن الأفضل تضخيم الروح العنصرية بين أبناء الدولة الواحدة، وليكن ما يكون.

ثم ماذا بعد؟ ما الذى سيحدث؟ وكيف سيستفيد «العالم الصناعى العملاق» من هذا الأمر؟ ستقوم حروب فى المنطقة لا شك، وفقا لنبوءة خطة التفكيك، وستشتعل فتن طائفية وعرقية حينما يتم تغذية مدخلاتها، وأكبر تغذية ستكون بتولية الإسلاميين الحكم فى بيئة صالحة للاضطراب والاشتباك العقائدى، ولكن هل ستجنى أمريكا من تلك الحروب أرباحا؟ الربح هو الذى يدير العقلية الأمريكية، هو المسيطر على طريقتها فى الإدارة، سواء كان الحكم عندهم «جمهوريا» أو «ديمقراطيا» فهو هو، أمريكا فى كل الأحوال هى المرابى «شيلوك» بصورته الحديثة المتطورة، هى المرابى الذى يريد اقتطاع أرطال اللحم من جسد العالم، وفى الشرق جسد على أتم الاستعداد لتقطيع لحمه، فكيف ستكسب أمريكا من سياسة تقسيم الشرق وتقطيع لحمه؟

كانت طريقة الاستفادة واضحة فى المجلدات التى احتوت على نبوءات أمريكا «الدولة الراسبوتينية» إذ ورد فى مجلدات النبوءة «أن النظام المالى والاقتصادى العالمى يحتاج إلى إصلاح كامل بما يضمن وقوعه تحت إدارة عالمية واحدة، بما يضمن القضاء على مفهوم الدولة الوطن وخلق مفهوم آخر يقوم على إشراف عالمى موحد يكون فى يد الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولى (الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولى هما فى الحقيقة جهات مخلوقة من رحم أمريكا الشيلوكية).

ولكى يتحقق مفهوم الإشراف العالمى يجب أولاً تقسيم العالم إلى مناطق أو تكتلات منفصلة، ثم يتم إدخال منطقتنا فى أزمات اقتصادية طاحنة تستنفد موارده وثرواته، حينئذ تكون لصندوق النقد الدولى سيطرة شبه مطلقة على تدفق العملة الأمريكية والأوروبية، ولن يتم ذلك إلا إذا تم تقسيم دول الشرق إلى مناطق صغيرة متحاربة».

استطردت النبوءة الراسبوتينية فى شرح النتائج، فقالت «سينشغل العالم الشرق أوسطى بنفسه، وسيندمج فى صراعاته، ولن يلتفت إلى تطوير نفسه وتحديث معارفه، وسيعود حتما للوراء عشرات السنين، وبذلك سيظل فى حاجة شديدة إلى دعم أمريكا له عن طريق مؤسساتها، وسيظل تابعا ذليلا لا يستطيع أن يبرم أمرا إلا من خلالنا، وسنضع الرؤساء ونستقدم الحكام كما نشاء، وسيجبرهم صندوق النقد الدولى على اتباع السياسات الاقتصادية التى نريدها».

انتهت الخطة المرسومة وجاء وقت التنفيذ، الآن جاءت ساعة الجد، وما كان يتم فى الخفاء جاء الأوان ليصبح فى العلن، فحين ظهر أن الطاغية سيرحل سيرحل، أعلن مستشار الأمن القومى عن رؤيته على الملأ، فقال: إن واشنطن سترحب بقوى الصحوة الإسلامية فى الشرق الأوسط، لأن القوة الإسلامية، كفكرة عامة أيديولوجية معارضة بطبيعتها للقوى السائدة فى المنطقة.

وبعد هذا التصريح أرسل مستشار الأمن القومى للطاغية رسالة مفعمة بالمحبة: لا تقلق نحن معك، ولن يستطيع أحد تحريكك من فوق كرسى الحكم، نحن نرتب لكى يكون ابنك هو الحاكم القادم، إلا أن قلب الطاغية ارتجف لأول مرة، وكرسى الحكم من تحته ارتجف، وها هى الثورة تشتعل فى البلاد، خرجت الجماهير فى مظاهرات صاخبة فى ذات التوقيت فى كل المحافظات، وقفت المظاهرات فى الميادين الكبرى، لن يحركها أحد حتى يسقط الطاغية، كانت الهتافات الغاضبة تطالب بسقوط النظام، وترفع شعارات «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» يبدو أن هذا الشعار كان موحدا فى كل الثورات، فقد كان هو بعينه نفس الشعار الذى هتفت به الجماهير الثائرة إبان ثورة الشعب الروسى عام 1917، لم تكن الثورة آنذاك «بلشفية»، ولكنها كانت لكل الشعب ثم استولى عليها الشيوعيون.

الثورات مثل البركان، لا يستطيع أحد التحكم فى فوهتها إذا انطلقت، لذلك حينما تحركت مظاهرات ضخمة ضد الطاغية فى أواخر يناير، وازدادت حدة فى فبراير، قامت الثورة على «الطاغية» ونظامه، لم يستطع الأمن على كثرته إيقاف هذا الغضب الهادر، فكان أن سقط الطاغية، ومن بعده آل الحكم إلى زمرة الإسلاميين، لندخل إلى المرحلة الأولى من تجريف البلاد.

انتظر لا تغادر هذه الصفحات سريعا، بل عد لقراءتها مرة ثانية، فالحديث لم يكن متعلقا بثورة مصر ضد نظام مبارك، ولكننى كنت أتحدث عن الثورة الإيرانية التى نشبت عام 1979 وترتب عليها حكم الملالى وآيات الله، أبطال هذه الحكاية الحقيقية هم شاه إيران محمد رضا بهلوى، والرئيس الأمريكى كارتر، وبريجنسكى كبير مستشارى الأمن القومى الأمريكى فى ظل حكم كارتر، وما زالت له حتى الآن هيمنة على سياسات الإدارة الأمريكية، جنبا إلى جنب مع كيسنجر الداهية، يبقى أن تعلم أن الجهاز الأمنى لبهلوى الذى كان يثير الرعب فى النفوس هو السافاك، والابن الذى كان محمد رضا بهلوى يريد توريث الحكم له هو ولى عهده الشاب وقتها «رضا بهلوى» ابن الإمبراطورة «فرح ديبا».

أما طائفة الإسلاميين التى وصلت إلى الحكم من بعد بهلوى فهى مجموعات الملالى وعلى رأسها «الإمام الخمينى» وقطعا ستعلم أن الشيخ صاحب اللحية البيضاء الذى تواصلت معه أمريكا عن طريق أجهزة مخابراتها هو الخمينى الذى أطلق على نفسه بعد أن وصل إلى الحكم لقب «المرشد الأعلى»!!، وكان من تخطيط المخابرات الأمريكية لدعم الثورة الإيرانية التى أطلقوا عليها «الإسلامية» ترتيب لقاء بين الخمينى الذى كان فى منفاه فى فرنسا، وبين بعض قيادات الإخوان المسلمين كان على رأسهم يوسف ندا، صاحب الأدوار العالمية الغريبة، ومن بعد هذا اللقاء كان الدعم الإخوانى لثورة الخمينى، إذ لم يعرف العالم السنى تأييدا لهذه الثورة الشيعية من حركة تنتسب إلى أهل السنة غير الإخوان!

وقد كان بريجنسكى كبير مستشارى الأمن القومى فى عهد كارتر هو صاحب خطة تسليم الحكم للإسلاميين والمشرف على تنفيذها.

المصدر: التحرير

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على ثروت الخرباوى يكتب: «أئمة الشر».. الإخوان والشيعة (3)

YASIN AHMED JALAMNEH‏25 ‏أبريل, ‏2017

بريطانيا وأمريكا تعملان من أجل تحقيق أحلام اليهود وكما جاءت في بروتوكولات صهيون من المؤتمر الصهيوني العالمي في بال بسويسرا ، وخلاصة المخططات الصهيونية أن يكون كل من في العالم خدم ليهود يعملون من أجلهم ..

مصطفى‏24 ‏أغسطس, ‏2013

استتار الاخوان بدين كان هو سلاحهم لاخونه الدوله كانها عزبه او ملك لهم ولما انتزع منهم ه>ا الملك طااش عقلهم

mofeed hassan‏24 ‏يونيو, ‏2013

ان الاخوان اشر الناس وهم اكثر خديعة واستغلال ومكفلية من الصهيونية لا يعرفهم الامن جرب دهائهم ومكرهم وارهابهم الفكري والسلوكي جنب الله ارض مصر من شرهم وارض فلسطين وتونس وليبيا واليمن وغيرها من البلاد العربية والاسلامية

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
40126

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية
Most Popular Tags

أئمة الشر pdf

,

كتاب ائمة الشر pdf

, أئمة الشر, ثروت الخرباوي, ائمة الشر, ثروت الخرباوي ائمة الشر,

ائمة الشر ثروت الخرباوى

,

ائمة الشر pdf

,

أئمة الشر الإخوان والشيعة

,

الاخوان والشيعة

,

تحميل كتاب ائمه الشر لثروت الخرباوى

,

ائمه الشر الاخوان والشيعه

,

تحميل كتاب قل

,

قصة أول اتصال بين المخابرات الأمريكية وصاحب اللحية الذى سيصبح المرشد فى ما بعد

,

ائمة الشر ثروت الخرباوي

,

64362a627628 642644628 62764462762e648627646

,

ثروت الخرباوي ائمة الشرpdf

,

دستور الأخوانpdf

,

كتاب ائمة الشر لثروت الخرباوى

,

اسم دار نشر كتاب أئمة الشر

,

أئمة الشر تحميلpdf

,

ائمه الشر

,

كتاب أئمة الشر الإخوان و الشيعة pdf

,

أئمة الشر الإخوان والشيعة 10

,

أئمة الشر الإخوان والشيعة pdf

,

كتاب ائمة الشر

,

ثروت الخرباوي قلب الإخوان pdf

,

تحميل كتاب ائمة الشر للخرباوي

,

تحميل كتاب ائ

,

تحميل كتاب ائمه الشر pdf

,

تحميل كتاب قلب الاخوان لثروت الخرباوى

,

ثروت الخرباوي كتاب قلب الإخوان

,

مستند كتاب أئمة الشر الأخوان والشيعة

,

قلب الاخوان ثروت الخرباوى

,

???? ???????? ???? ????? ???? ??????? ???????

,

كليبات فيلم البرنسيسه

,

تحميل كتاب أئمه الشر لثروت الخرباوى

,

ائمة الشر ثروت الخرباوي pdf

,

كتاب ائمه الشر

,

أئمة الشر

,

قلب الإخوان pdf

,

ثروت الخرباوي ائمة الشر pdf

,

كتاب ثروت الخرباوى pdf

,

تحميلائمة الشر كاملا ثروت الخرباوي

,

تحميل أئمة الشر كاملا لثروت الخرباوي

,

الفكر الاستراتيجي عند كيسنجر تحميلpdf

,

ائمة الشر لثروت الخرباوي تحميل الكتاب كاملا

,

كتاب من داخل الاخوان المسلمين يوسف ندا pdf

,

زمكان ثروت الخرباوى

,

تحميل كتب ثروت الخرباوى عن العلاقة بين الشيعة والاخوان

,