العراقيون يأملون في حكومة إنجازات لا تصريحات

وصف عراقيون انتهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية وتسمية الرئاسات الثلاث بأنها خطوة مهمة على الطريق الصحيح لتنفيذ مشاريع البناء والإعمار وإنقاذ البلاد من شبح أعمال العنف والانفجارات التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية.

وطالب العراقيون الكتل السياسية بأن تنسى كل الحرب الإعلامية التي رافقت الحملة الانتخابية ومفاوضات تشكيل الحكومة، وأن تعمل بروح واحدة، سواء في الحكومة أو المعارضة، لتصحيح المسارات وبناء العراق الجديد.

وقال النائب علي الدباغ، عضو التحالف الوطني: "يجب أن ينطلق اليوم قطار التصالح مع الجميع، وعلى النواب الذين كانت لهم خطابات عنيفة في وسائل الإعلام أن يلبوا حاجة البلاد في الرقابة والتشريع والعمل الجماعي لتـأمين متطلبات المواطن العراقي وتشكيل حكومة تلبي حاجة العراقيين، وعلينا اليوم الانتهاء من التجاذبات السياسية".

وأضاف: "عملنا بإصرار على عقد جلسة البرلمان رغم الضغوط التي تعرضنا لها من أجل تأجيل الجلسة إلى الأسبوع المقبل وهناك إصرار على عقدها من أجل أن تنتصر إرادة العراقيين، ومن أجل أن يعرف العالم أننا في العراق دائما نقف بهامة شامخة من أجل تقديم أفضل الخدمات للشعب العراقي الذي أدى الانتخابات بشكل كامل، وعلى النواب أن يعملوا بجدية لمحاسبة الحكومة والانتظام بالدوام داخل البرلمان" .

وقال الدكتور حميد فاضل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد، لوكالة الانباء الالمانية (د. ب. أ): إن "الكتل السياسية أخذت من الوقت كثيرًا في المفاوضات، وبالتالي فإن حل أزمة تشكيل الحكومة اليوم يشكل حدثا مهما؛ لقد كان المراقب للمشهد يعيش في إرباك التصريحات المتناقضة للسياسيين العراقيين حول مجريات المفاوضات والصفقات، لقد كانت حرب تصريحات متضاربة".

وأضاف: "لم يكن هناك ضبط في التصريحات الإعلامية، وكان الأمر فيه كثير من التشنج من دون أن يكون هناك قرار لجلوس الكتل في اجتماع موحد كالذي حصل مؤخرا لحسم الأمور المعلقة، وكان الحل في دعوة مسعود بارزاني، وبالتالي حصل الحل سريعًا وبطريقة مخالفة للمشهد السياسي للأشهر الثمانية الماضية".

وأوضح: "نريد أن يتحقق قدر عال من التحسن الاقتصادي وفي المستوى العلمي والثقافي للإنسان العراقي الذي تعب كثيرا وأملنا كبير في أن يكون برنامج الحكومة موجهًا لإعادة رسم الحياة في العراق لأن الحياة في العراق بائسة ومظلمة ومليئة بالعنف والخوف التشنج والجهل والأمية، ولا بد من إعادة رسم الحياة بصورة أخرى متطورة".فيما قال ماهر عطا (44 عاما) طبيب: "ولادة الحكومة كانت عسيرة لأقصى الحدود، لذا لا أتوقع أن تحقق العملية السياسية في العراق قفزات كبيرة في السنوات الأربع المقبلة لأننا لا نزال نتعامل مع نفس الوجوه ونفس العقد، لكن يبدو أن إنهاء موضوع إجراءات ملاحقة البعث المتشددة قد تفضي إلى تحسن العلاقة بين الحكومة ومنتقديها لأن هذه اللجنة كانت تشكل وسيلة لإهانة العراقيين من دون اللجوء إلى القضاء في التعامل مع المشمولين بالاجتثاث بشكل قانوني، وبالتالي فقد كانت قراراتها تنبع من عقد شخصية، وليس قواعد قانونية وقضائية".

وقال ماجد علوان (59 عاما) متقاعد: إن "أمام الحكومة الحالية مسؤولية كبيرة تتلخص بإنهاء الأزمات المستعصية، وأن تنطلق أولا في تنفيذ المشاريع العمرانية والخدمية، وأن تكون السنوات الأربع المقبلة منطلقا للعمل الحقيقي، وليس التصريحات والوعود والحرب الكلامية في البرلمان ضد هذا الكيان أو ذاك، لأننا مللنا من الوعود ونريد تغييرات وواقع جديد على الأرض وليس في الخطب والتصريحات".

وأضاف: "نحن الذين أوصلنا كل أعضاء الحكومة والبرلمان إلى السلطة بأصواتنا وصبرنا، ونريد منهم أن يقدروا كل هذا، وأن يكونوا أمناء أمام الله والوطن، وأن يحافظوا على العراق وصيانة وحدته ورفاهية شعبه، وليتذكروا أن هناك انتخابات أخرى، وسيرجعون إلينا بعد أربع سنوات، وعندها سنقول القول الفصل ونحاسبهم على كل تقصير".

المصدر: الشروق / الالمانية