الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

الاخباراخبار مصر - اهم الاخبار المصرية › خدعوك فقالوا.. كانت دولة ومستقرة

صورة الخبر: خدعوك فقالوا.. كانت دولة ومستقرة
خدعوك فقالوا.. كانت دولة ومستقرة

تخيل معي.. أنك كنت تسكن بيتاً قديماً ومشروخاً من كل جانب، وكلما آتتك منحة إلهية، أو ادخرت من "قوتك وقوت عيالك" بعض الأموال لكى تنكس هذا البيت وتجدده، يأتيك مقاول حرامي وجشع، ليسطو علي عرقك، ويصادر حقك في أن تحلم ببيت "بحق وحقيقي"، يؤويك انت وأسرتك، ويعطيك أملاً في أن تفكر في المستقبل.. ومع الوقت انتزع هذا المقاول النصاب، الذى ائتمنته على نفسك ملكية هذا العقار، وصرت مستأجراً بعد أن كنت مالكا.

وهب، أنك رضيت بهذا الحال، الذى استمر سنوات وسنوات، قضيتها وأنت قانع وقابع دون أي تذمر أو اعتراض منك، وأخينا المقاول البلطجي، أصبح هو المالك والحارس والتاجر.. بل وأيضا شيخ الحارة وأمام الجامع والفتوة الذي يحميك، واصبح بينك وبين هذا الوضع المعكوس "عشرة".. والعشرة ماتهونش الا علي ولاد الحرام.. واللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش.. والحمد لله علي اد كدا.

ولكن ابن من أبناءك الثائرين، من جيل ال"فيس بوء"، لم يرضى بهذا الحال المهين والمذل، فقرر أن يتذمر ويغضب، ثم ثار على هذا المقاول، وانضم اليه شباب وبنات الجيران. وياااااا للعجب، اتضح أن هذا المقاول، بشر يمكن الحاق الأذى به، ويمكن ضربه، بل واسقاطه ارضاً بالضرب القاضية.. ولكن هذا المقاول، لم يرد أن يرحل دون أن يترك لك "ذكرى هباب لأيام العذاب"، فانتزع الاعمدة الواهنة التي كانت "تلصم" البيت.. فتهدم سقفه والكثير من اعمدته، ولكن الله كان رحيما بك، فنجوت انت وأغلب جيرانك..

الواقع الان يا صديقي، يحمل مجموعة من الحقائق، أهمها أن الغمة انزاحت.. والمقاول رحل والحمد لله، والأرض التي عليها بيتك عادت اليك.. ومبرووووك يا سيدي، وإن كان بيتك اصبح لا يصلح للسكن بحالته المتهالكة، ويحتاج منك جهدا جبارا ومستمرا، لكي تعيد بناءه.. فماذا انت فاعل بأرض عادت إليك، وبيت تهدمت الكثير من اجزائه حولك ؟!

لا أعتقد انه يمكن باي حال من الاحوال، أن نسأل من تهدم بيته، وجلس في الشارع حزينا، مصدوما من لحظة الهدد.. هاااا وانت حالك ايه ؟ مبسوط دلوقتي.. ولا الأول كان أحسن !! مثل هذه الاسئلة الخبيثة، أو لنفترض حسن النية، ونقل الساذجة، آراءها مغرضة لن تقدم او تأخر، وستزيد الوضع سوء، ومن يريد أن يصب غضبه علي الاوضاع الراهنة، عليه أن يطلقه في الاتجاه الصحيح، وكلنا يعرف أن الاتجاه الصحيح في شرم الشيخ وسجن طره، وفي الكثير من اقسام الشرطة والمصالح الحكومية التي عاث فيها النظام فسادا لعقود طويلة دون حسيب أو رقيب.

من يريد أن يغضب من الاوضاع الراهنة، التي نتفق جميعا علي انها ضبابية، وقد – لا قدر الله- تؤدي بنا الي المجهول، عليه ان يطالب بمحاكمة المتسبب الحقيقي في هذه الفوضى التي نعيشها، عليه أن يطالب بحبس من صعد الامور، وخرب الاقتصاد، واطلق البلطجية ليتمسك بالحكم ويعاند شعب بأكمله.. اراد ان يورثه غصبا، الغضب يجب ان يكون في اتجاه من قتل الشهداء وأطلق الرصاص الحي عليهم، ومن سرق أموالنا وثروات مصر لسنوات طويلة، ومن جعل جهاز منوط به حماية الوطن، لجهاز كل دوره حماية النظام، وخنق وسجن كل منافذ الحرية والديمقراطية والامل أمام الناس.

أكبر دليل علي أن هذه الثورة، جاءت في وقتها، وفي الاتجاه الصحيح، هذه الحالة من الميوعة والفوضى والانفلات، التي تعنى شيء واحداً ومؤكداً - من وجهة نظري المتواضعة- اننا لم نكن نعيش في دولة، ولا في منظومة تعتمد علي العمل المؤسسي، بل "تكية خاصة".. يبتكر قواعدها وينفذها ويقيمها ويحاسب عليها نفس الافراد، أصحاب السلطات الخرافية، التي تفسد الملائكة انفسهم !!
من الظلم الشديد أن نبدأ في تقييم قطار الثورة، وهو مازال يتحرك بحثا عن محطة الوصول، أو علي الاقل استراحة مؤقتة لالتقاط الانفاس.. من الظلم أن نقول اننا كنا نعيش في دولة الاستقرار والأمن والامان، رغم أننا جميعا، لم نكن نأمن علي حياتنا وأسرنا وعملنا من ظلم مسئول كبير مسنود، في ظل غياب سيادة القانون والقائمين عليه، واصبح الحكم فيها ب"المزاج".. وبعد هذا يقولون دولة واستقرار وامن وامان وحبهان !! .

كلمة اخيرة: يا سادة من كان فينا يستطيع أن يرسم ملامح ماذا وطريق مصر قبل أحداث 25 يناير، فليخرج علينا، ويقول لنا إلي أين كانت تسير مصر في ظل نظام مبارك البغيض؟.. سيقولون والان أيضاً لا نعرف الي أين نسير.. لا يا عزيزي الفرق كبير.. بين مستقبل لا تعرف ماهيته ولا تشارك في صنعه، وبين مستقبل مبهم.. ولكنك تملك أن تغيره، وتعدل من مساره في اي وقت.. لأن المستقبل اصبح لك.. وانت السيد وصاحب البيت ولك الكلمة الأولي والأخيرة.. فمصر بلدك وانت حر فيها.

المصدر: مصراوى / خالد البرماوى

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على خدعوك فقالوا.. كانت دولة ومستقرة (1)

طارق فتحى المحامى‏08 ‏مارس, ‏2011

أقسم بالله العظيم اننى كنت ارى كل هذا الفساد والظلم والقهر وسرقة حتى لقمة العيش من ايادى المصريين اصحاب هذا البلد على مر السنوات ولا اعلم ما انا فاعل ؟؟ هل تصورت ان يتغير هذا الواقع الاليم ؟ اكون كاذبا اذا قلت اننى كان عندى امل .. ولكن وللحق اقول منذ بداية انتفاضة الشعب المصرى ثورة ونار وشباب وانا احلم حتى عندما ظهر بصيص من الامل يوم تنحى الرئيس لم اصدق نفسى .. نظرت الى اولادى الصغار وكأننى انظر اليهم لأول مرة وليس مرات ومرات وجدت شيئا غريبا ؟؟ وجدت اعينهم تلمع املا !!! ويا للعجب فهم صغار لا يعلمون شيئا ولكن قدرة الله فينا عبادة يجعل الامل والطمأنينة عنوان غدا .. واسترجعت بالذاكرة كل كتب التاريخ التى قرأتها ووجدت شيئا عجيبا !! فنحن الشعب الوحيد او بالاحرى البلد الوحيد الذى ذكر فى التاريخ منذ بدايته وذكر فى القرأن عند نهايته ووجدت الامل فى بناء مصر ليس مستحيلا والفوز على الطغاه ليس حلما واستعادة المكانه والكرامة ليس بدعا ولكن نحتاج الى الكثر والكثير ... يارب وفق هذا الشعب العظيم فى قادته وفى راعيهم لرفعه رعيتهم وان شمس الحق والحريه قد بانت ونحن فى اول خيط من خيوط الفجر الجميل من الممكن الا نراه نحن ولكن المؤكد انه سوف يراه ابناؤنا .. فأعملوا عملا يجعلهم فخورين بكم بعد رحيلكم وليس ساخطين منكم ومن سلبيتكم ...

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
61883

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
استطلاع رأي طريق الأخبار
أرشيف استطلاعات الرأي

استطلاع رأي طريق الاخبار

أهم توقعاتك لمستقبل مصر بعد تنصيب السيسي؟

إظهار النتائج

نتائج استطلاع رأي طريق الاخبار لا تعبر عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي المشاركين في الاستطلاع

إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث الاخبار العربية والعالمية