«الداخلية» تمشط «الأسفلت».. للبحث عن السائقين «المخدَّرين»

بعد أن تورط أغلبهم فى حوادث الطرق التى راح ضحيتها عشرات الأبرياء، شنت الإدارة العامة لمرور القاهرة صباح أمس حملة أمنية مكبرة بمحور المليون شجرة بمدينة نصر لكشف السائقين المتعاطين للمواد المخدرة ومخالفى السرعة المحددة، حيث أجرت تحاليل طبية لـ 20 سائقا تبين ان 8 منهم يتعاطون المخدرات، فضلا عن رصد عدد من المخالفات المرورية وإحالتها إلى النيابة.

وتعد الحملة هى الأولى بالعاصمة للكشف عن تعاطى السائقين المواد المخدرة بعد تعديلات قانون المرور التى اقترحها مجلس الوزراء برئاسة المهندس إبراهيم محلب، وما تضمنته من تغليظ للعقوبات على جرائم القيادة تحت تأثير المخدرات والخمور، وتعمد السير عكس الاتجاه، وتجاوز السرعة المقررة قانونا، مقارنة بالعقوبات السابقة على تلك الجرائم.

«الشروق» رافقت ـ على مدار 4 ساعات ـ الحملة المرورية التى قادها اللواء حمدى الحديدى مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة حيث انطلق أفراد القوة بصحبة أطباء من وزارة الصحة من مبنى الإدارة بالدراسة فى الثامنة صباحا فى موكب من سيارات الشرطة إلى ان وصلت إلى محور المليون شجرة بمدينة نصر.

وفى التاسعة صباحا بدأ ضباط المرور فى وضع الحواجز الحديدية بنهر الطريق وتم وضع جهاز «رادار» على بعد كيلو من الكمين المرورى لرصد تجاوز السائقين للسرعة المحددة التى تزيد على 80 كيلومترا فى الساعة، وفى تلك الأثناء بدأ ضباط المرور فى ايقاف عدد من السيارات المارة بالطريق للاطلاع على تراخيص السيارة وقائدها، وتم إخضاع 20 سائق ميكروباص ودراجة بخارية اشتبه فى تعاطيهم المواد المخدرة لإجراء التحاليل الطبية حيث أظهرت التحاليل تعاطى 8 منهم للمواد المخدرة واقتيدوا إلى نيابة مرور النزهة للتحقيق.

وتابع اللواء حمدى الحديدى مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة فحص قائدى السيارات ونتيجة التحاليل الطبية التى اجريت لهم، مشددا على التعامل بكل حسم وقوة للمخالفين للإرشادات المرورية ومتعاطى المواد المخدرة.

وقال الحديدى لـ«الشروق» ان الدم المصرى الذى سال على الطرق خلال الفترة الماضية غالٍ علينا ولذلك قمنا بتكثيف الحملات المرورية على الميادين والشوارع الرئيسية طوال الـ24 ساعة لمنع تكرار مثل تلك الحوادث مرة ثانية التى أرجع حدوثها إلى عنصرى أساسين أولهما تعاطى السائقين للمواد المخدرة ما يؤثر بالسلب على فقدانه التركيز اثناء القياد. اما السبب يتمثل فى عدم إتباع السائقين للإرشادات المروية اثناء القيادة ما يعرض حياتهم وغيرهم من المواطنين للموت، مشيرا إلى ان من ثبت من السائقين تعاطيه مواد المخدرة تم إحالته إلى النيابة للتحقيق.
واضاف الحديدى انه تم تغليظ العقوبة على متعاطى المخدارت اثناء القيادة حيث تصل إلى الحبس لمدة لا تقل عن سنة، والسجن مدة لا تقل عن سنتين وغرامة عشرة آلاف جنيه إذا ترتب على القيادة تحت تأثير مخدر أو مُسكر إصابة شخص أو أكثر يعاقب الجانى بالسجن لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على سبع سنوات وغرامة عشرون ألف جنيه إذا ترتب على ذلك وفاة شخص أو أكثر أو إصابته بعجز كلى.
وأشار الحديدى إلى انه إذا حُكم على الجانى بأى من العقوبات المقررة بالفقرتين السابقتين يتعين وجوبا القضاء بإلغاء رخصة قيادته، ولا يجوز منحه رخصة جديدة إلا بعد رد اعتباره ووفقا للضوابط المقررة بالمادة 73 مكرر من قانون المرور الصادر بالقانون رقم 66 لسنة 1973.
وأضاف الحديدى ان وزارة الداخلية وضعت خطة مرورية مكبرة خلال الأيام الماضية للحد من حوادث الطرق تحت اشراف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية تمثلت فى الانتشار على الطرق السريعة والميادين والشوارع على مدار الساعة، مؤكدا انه من يتم ضبطه مخالفا للقواعد المرورية يتم التعامل معه بقوة وفقا للقانون، مطالبا فى الوقت ذاته قائدى السيارات بضرورة اتباع الارشادات المرورية وعدم تعاطى المواد المخدرة أو تجاوز السرعة المقررة.

ومن جانبه يقول الطبيب حسن عبدالعاطى منتدب من وزارة الصحة لإجراء التحاليل الطبية للسائقين ان التحاليل تظهر تعاطى السائق للمواد المخدرة حتى لو كان منذ شهور، مشيرا إلى انه يتم أخد عينة «بول» من السائق ووضع شريط التحليل بداخلها فإذا جاءت العينة «إيجابية» يتم التحفظ عليه واقتياده إلى نيابة المرور، اما اذا اظهرت انه لا يتعاطى المواد المخدرة فيتم صرفه فى الحال لاستكمال طريقه.
ويشير عبدالعاطى إلى خطورة تناول المواد المخدرة بصفة عامة وتناولها اثناء القيادة بصفة خاصة حيث تؤدى إلى فقدان التركيز وقد تؤدى فى بعض الحالات إلى الموت اثناء القيادة، فضلا عن تأثيرها الخطير على كل وظائف الجسم، مطالبا السائقين بعدم تناولها حرصا على حياتهم وحياة غيرهم من المواطنين.
وأمام نيابة مرور النزهة وقف 8 سائقين ممن ثبت تعاطهم المواد المخدرة حيث انتاب عدد منهم نوبة بكاء هيسترى غير مصدقين انهم سقطوا فى قبضة ضباط الشرطة.
قال سامح. ج سائق سيارة ميكروباص وأحد المتهمين بتعاطى المخدارت: «والله العظيم مش بشرب مخدرات». مضيفا انه يقود سيارته منذ أكثر من 18 عاما ولم يتناول خلالها أى قرص مخدر، مطالبا النيابة بإحالته لإجراء تحليل دم ليثبت عدم تناوله المواد المخدرة.
وعلى بعد خطوات يقف محمد. ع، 55 عاما، فى حالة بكاء هستيرى قائلا: انه يعانى من عدة أمراض ويتناول أدوية تحتوى على مواد مخدرة، وابدى السائق تخوفه من معرفة ابنائه الثلاثة بالقبض عليه لتعاطيه المخدرات قائلا: لو دخلت السجن أسرتى هتموت من الجوع.
بينما يقول وليد.ع 25 عاما، قائد دارجة بخارية، وأحد السائقين ممن ثبت عدم تعاطيهم المواد المواد المخدرة ان انتشار الكمائن المرورية وإخضاع السائقين للكشف عن مدى تعاطيهم المواد المخدرة سيؤدى إلى الحد من حوادث الطرق، مطالبا بتغليظ العقوبات على من يثبت تعاطيهم مواد مخدرة من السائقين لأنه يرتكب بذلك جريمة قتل عمد.

المصدر: الشروق