الشرطة تنهى عملية احتجاز عشرات الرهائن فى مقهى وسط سيدنى

نجحت الشرطة الأسترالية أمس فى إنهاء عملية احتجاز رهائن فى مقهى بسيدنى ،حيث اقتحم رجال الشرطة المدججون بالأسلحة المقهى بعد هروب 6 رهائن آخرين.
وشنت الشرطة هجوما ، حيث شوهد عدد من الرهائن وهم يخرجون من المكان ، فيما تم نقل آخرين على حمالات.
وكان الإرهاب الأسود احتل أمس قلب مدينة سيدنى الأسترالية بعد أن قام مسلح باحتجاز عدد غير معروف من الرهائن داخل مقهى فى الحى التجارى بوسط المدينة، وأجبر المحتجزين على رفع علم داعش الأسود على أحد نوافذ المقهى.

وأعلنت الشرطة الأسترالية في وقت سايق أنها على علم بوجود مسلح فى مقهى «لينت شوكولا» فى ساحة مارتن بليس بوسط سيدنى لكن يمكن أن يكون هناك أكثر من مسلح.

وطوق رجال الشرطة المدججون بالسلاح مقهى لينت وعددا من المبانى فى الحى التجارى حيث يوجد البنك المركزى الأسترالي، وأهم البنوك الأسترالية بالقرب من مبنى برلمان ولاية نيو ساوث ويلز كما يوجد مقر القنصلية الأمريكية.

وشوهد قناصة وأفراد من القوات الخاصة يتخذون مواقع لهم حول المقهى وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوق المكان.

ومن جانبها بثت عدة قنوات تلفزيونية أسترالية مشاهد حية للمقهى بداخله الرهائن وهم رافعين أيديهم لأعلى فى مواجهة زجاج المقهى فى حين ظهر شخصا يبدو أنه من موظفى المقهى وإمرأة أخرى يرفعان علم داعش الأسود المكتوب عليه بالأبيض «لاإله إلا الله محمد رسول» ، فيما بدا أنه تم إجبارهما على رفعه فى مواجهة نافذة المقهى.

كما أظهرت لقطات بثتها القناة السابعة التلفزيونية، رجلا فى منتصف العمر بلحية قصيرة فضية اللون ويضع على رأسه وشاح أسود عليه كتابة باللغة العربية، وهو يتحدث ويلوح إلى الرهائن فى المقهى.

وقال كريس ريزون مراسل القناة السابعة، والذى يقع مكتبه فى مواجهة المقهى، إنه مازال هناك نحو 15 رهينة داخل المقهى.وقال ريزون على تويتر «يمكننا رؤية مسلح يجبر رهائن بالتناوب على الوقوف أمام النوافذ فى أحيانا لمدة ساعتين».

وأضاف أنه بعد عدة ساعات توجه طاقم العاملين إلى مطبخ المقهى وأحضروا طعاما للرهائن .

وذكرت القناة العاشرة الأسترالية أن فريقها تحدث مباشرة مع رهينتين داخل المقهى عبر الهاتف المحمول ، حيث أكدا الرهينتان مطلبين للمسلح الأول هو تسليمه علم داعش إلى المقهى مباشرة والثانى محادثة رئيس الوزراء.

وأضافت القناة أن الرهينتين أفادا بوجود أربعة قنابل مزروعة حول المدينة، اثنتان فى مقهى لينت فى مارتن بليس، واثنتان فى حى الأعمال فى سيدني”.

ومن جانبها، قالت الشرطة الأسترالية إن مفاوضين اتصلوا بالمسلح لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة.

وقالت كاثرين بيرن نائبة مفوض شرطة نيو ساوث ويلز إنه لا يوجد أى مؤشر عن تعرض أى من المحتجزين الباقين لأذى فى أعلنت مستشفى سانت فنسينت تلقيها أحد الرهائن الهاربين يعانى من حالة مرضية. وأضافت أن الشرطة تتابع مطالب منشورة على وسائل التواصل الإجتماعى يتردد أنها وردت على لسان المحتجزين فى مقهى سيدني. وأكدت رسائل الرهائن على تلك المواقع أن المسلح يريد التحدث مباشرة مع رئيس الوزراء تونى أبوت.

وتمكن 5 رهائن حتى الآن من الهرب من الاحتجاز ، ثلاثة رجال بعد ست ساعات على بدء العملية وأمراتان بعد حوالى ساعة.

ونقلت شبكة “سكاى بيزنس” الإخبارية عن ستيف لوان الرئيس التنفيذى لشركة لينت فى أستراليا قوله إن 10 موظفين و30 زبونا على الأرجح داخل المقهى.

وأجبر الحادث السلطات على إخلاء المبانى القريبة فى الحى التجارى ، كما أغلق البنك المركزى الأسترالى الموجود بالقرب من المقهى أبوابه وأعلن أن الموظفين الموجودون داخل المبنى كلهم بخير.

وتم إخلاء القنصلية الأمريكية المجاورة فضلا عن إغلاق البنوك الكبيرة فى المنطقة وطلب من الناس تجنب هذه المنطقة.كما تم إخلاء دار أوبرا سيدنى الشهير بعد العثور على عبوات مريبة وذلك بعد فترة وجيزة من احتجاز الرهائن فى المقهى.

وأعلنت شركات الطيران الأسترالية أن الطائرات تهبط وتقلع بشكل عادى فى مطار سيدنى ولكن يتم تحويل المسار حول المنطقة التجارية الواقعة بوسط سيدنى التى تشهد الأحداث.

وأعلنت السلطات حالة التأهب القصوى فى أستراليا تحسبا لهجمات من قبل متطرفين أو مقاتلين محليين عائدين من الصراع فى سوريا والعراق. وقال أندرو شبيونى مفوض شرطة نيو ساوث ويلز “تحركنا لوضع يتناسب مع حدث إرهابى ولكننا لازلنا لا نعلم إن كان الحادث مرتبطا بالإرهاب”. وكانت أستراليا قد رفعت مستوى التحذير من عمليات إرهابية فى سبتمبر ردا على تهديدات داخلية تشير إلى احتمال قيام متطرفين أستراليين عائدين من القتال فى صفوف داعش ، بعمليات إرهابية فى البلاد.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الحادثة وقعت بعد دقائق من إعلان الشرطة اعتقال شاب (25 عاما) فى سيدنى بتهمة الإرهاب فى إطار تحقيقات مستمرة عن خطط لشن هجوم إرهابى داخل الأراضى الاسترالية. لكن رئيس شرطة ساوث نيو ويلز اعتبر أن القضيتين غير مرتبطتين.

وفى المقابل، قالت وكالة أنباء “أسوشيتدبرس “ أنه بعد 12 ساعة من احتجاز الرهائن لاتزال هناك العديد من الأسئلة التى لم يتم الرد عليها رسميا أهمها دوافع المسلح لارتكاب الحادث، وما إذا كان الرهائن الذين خرجوا من المقهى قد تم الافراج عنهم أم أنهم تمكنوا من الهروب.

وفى هذه الأثناء، ترأس رئيس الوزراء الاسترالى تونى أبوت اجتماعا للجنة الأمن القومى التابعة لمجلس الوزراء ، حيث أطلعه مايك بيرد رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز وأندريو سيبيون رئيس شرطة الولاية على تطورات الأحداث،

وقال أبوت إن هناك ما يشير إلى وجود دوافع سياسية وراء احتجاز الرهائن فى مقهى لينت. وأضاف أبوت فى بيان “بالطبع هذا حادث مقلق للغاية لكن ينبغى على كل الأستراليين الاطمئنان بأن وكالاتنا الأمنية مدربة ومجهزة جيدا وتتصرف بطريقة شاملة وحرفية.

المصدر: الاهرام